باحثون يحذرون من تأثيرات تغير المناخ على غابات أوروبا بعد ذبول الأشجار

باحثون يحذرون من تأثيرات تغير المناخ على غابات أوروبا بعد ذبول الأشجار

 

حذر باحثون أوروبيون من تأثير تغير المناخ بالسلب على غابات أوروبا، وذلك بعد ذبول أشجار التنوب والزان في الربيع والصيف، بحسب صحيفة "20 مينوتوس" الإسبانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الغابات في جميع أنحاء أوروبا تعاني المزيد من الحرارة والجفاف في الصيف، لدرجة أن الأشجار بدأت في الذبول وتموت في بعض الأحيان، لافتة إلى أنه كما لو كان الخريف يأتي في يوليو تظهر أوراق الشجر باللون البني.

وبحسب باحثين من قسم علوم النظم البيئية التابعين لمعاهد أوروبية، فإن الظروف المناخية القاسية تؤثر على مدى عدة سنوات على الغابات بشكل كبير.

وأوضحت الصحيفة أنه تم استخدام بيانات الأقمار الصناعية عالية الدقة لتحديد نسبة ذبول الغابات الخضراء خلال فصل الصيف، خاصة بعد ملاحظة انخفاض الحيوية وظهور الإجهاد في الغابات بفض عوامل تغير المناخ، حيث انتشر اللون البنى في جميع أنحاء أوروبا، كما أن الغابات المعتدلة انخفضت مساحتها خلال السنوات الخمس الماضية.

وأشار الباحثون إلى أن ارتفاع درجات الحرارة أثر على 37% من مناطق الغابات المعتدلة ومنطقة البحر المتوسط، وهو أكثر بكثير من أي حدث آخر في العقدين الماضيين.

في ما يتعلق بما يسمى التأثير الموروث الذي لوحظ في هذه المناطق لعدة سنوات، فليست كل فترات الجفاف، حتى لو كانت شديدة وطويلة الأمد، تتحول فورًا إلى اللون البني، وإن مدى قدرة الأشجار على تحمل الحرارة والجفاف لا يعتمد فقط على الظروف الجوية الحالية، ولكن أيضًا على ظروف الأشهر أو السنوات السابقة.

تعد الزيادة في فترات الجفاف مع وجود عجز واضح في هطول الأمطار لمدة عامين على الأقل من أكثر مؤشرات الطقس وضوحًا في كلا المنطقتين، في منطقة البحر الأبيض المتوسط، تعود فترات الجفاف المتكررة إلى 3 سنوات، علامات أخرى هي ارتفاع درجات الحرارة لفترة سنتين على الأقل في المنطقة المعتدلة.

أزمة التغيرات المناخية

شهدت الأرض مؤخرا مجموعة من الظواهر المناخية الشديدة، مثل الفيضانات وموجات الحر والجفاف الشديد وارتفاع نسبة التصحر، والأعاصير، وحرائق الغابات، كل هذا بسبب ارتفاع درجة حرارة الكرة الأرضية بنحو 1.1 درجة مئوية منذ بداية عصر الصناعة، ويتوقع أن تستمر درجات الحرارة في الارتفاع ما لم تعمل الحكومات على مستوى العالم من أجل خفض شديد للانبعاثات.

دراسات وتحذيرات

وتحذر الدراسات العالمية من ظاهرة التغير المناخي وارتفاع درجة حرارة الكوكب، لما لها من تأثير مباشر على هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات والجفاف والأعاصير والتصحر وانتشار الأوبئة والأمراض وكذلك على الحياة البرية.

وأكد خبراء في مجال البيئة خطورة حرائق الغابات والتي يترتب عليها فقدان أكبر مصنع لإنتاج الأكسجين بالعالم مقابل ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون، ما ينذر بتصاعد ظاهرة الاحتباس الحراري.

وفي السياق، حذَّر الأمين العام للأمم المتحدة، ​أنطونيو غوتيريش​، من أن "نصف البشرية يقع في منطقة الخطر، من جراء ​الفيضانات​ والجفاف الشديد والعواصف وحرائق الغابات​"، مؤكداً أنه "لا يوجد بلد محصن".

ويؤكد التقرير الأخير الصادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ الضرورة الملحة لمعالجة الآثار المكثفة لتغير المناخ وضمان التكيف والمرونة لدى الفئات الأكثر ضعفاً.

ووفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث، فإن عدد الكوارث قد تضاعف تقريبًا منذ عام 2000، بينما تضاعفت الخسائر الاقتصادية الناتجة بمعدل ثلاثة أضعاف، ويرجع ذلك أساسًا إلى تغير المناخ، وإذا لم يتم اتخاذ أي إجراء لخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، فقد تكون هناك زيادة بنسبة 40% في عدد الكوارث بحلول عام 2030.

 

 

 

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية